انتخابات..للخلف در!



محمد علي خير

كان متوقعا وطبيعيا ومنطقيا أن يخسر حمدين صباحي وجميلة اسماعيل والكتاتني ومصطفي بكري وجمال زهران وأكرم الشاعر والبدري فرغلي وربما في الطريق عبد العليم داوود ومحمد شردي وآخرون غيرهم في انتخابات مجلس الشعب التي جرت بالأمس..فأمثال هؤلاء ومن علي شاكلتهم لايريد الحكم ورجاله وقادة الحزب الوطني -تحديدا الحرس الجديد- أن يروهم تحت قبة مجلس الشعب.

خلاص انتهت اللعبة رغم أنها كانت قصيرة جدا..أقصد لعبة الديمقراطية..فالحكم ورجاله عاوزينك إما أبيض وإما أسود..اما معهم وإما ضدهم..فمن ليس معهم فهو ضدهم..هذا هو منطقهم ولن يقبلوا اللعب في المساحة الرمادية..وهل كنت تتصور-لاسمح الله- أنك تعيش في تجربة ديمقراطية بجد.

عشنا وشفنا ديمقراطية يقول فيها قادة الحزب الحاكم عن تيار سياسي (مهما اختلفوا واختلفنا معه وحوله) بأن ماجري في انتخابات 2005 من حصول الإخوان علي 88 مقعدا لن يحدث في انتخابات 2010..فكيف عرفوا أن الإخوان لن يحققوا هذا الرقم مرة أخري..والأصل في العملية الإنتخابية أن كل الاحتمالات واردة..فربما ينجح مالا تتوقع نجاحه..ويخسر مالا تتوقع خسارته.

إنها انتخابات بالمازورة وع المسطرة..تم طبخها وطيها في مطبخ أمانة السياسات علي يد أحمد عز وأتباعه..والشهادة لله فقد نجح عز فيما فشل فيه عام 2005 وأثبت أنه خير خلف لأسلافه..وقدم عربون استمراره في موقعه كأمين تنظيم للحزب الحاكم الي ماشاء الحزب وقادته.

واستكمالا للمسيرة الديمقراطية للحكم وحزبه كان طبيعيا أن يطل علينا قادته وأتباعه بوجوهم ليلا عبر القنوات الفضائيات..والتي كلما أدرنا الريموت لتتابع سير العملية الإنتخابية اصطدمت أعيننا بوجه أحدهم وهو يؤكد لك ومن خلال الأوراق..كيف سارت العملية الإنتخابية في مشهد ديمقراطي لامثيل له علي وجه الأرض..حتي خيل الينا أنهم يتحدثون عن بلد أخري غير التي نعيش فيها..وعن مصر تانية لانعرفها..ربما يتحدثون عن انتخابات بريطانية أو أمريكية..ولفرط قناعتهم بشفافية وديمقراطية الانتخابات فإنهم رفضوا الموافقة علي فكرة الإشراف الدولي علي العملية الإنتخابية..طيب اذا كانوا مقتنعين أنها انتخابات ديمقراطية وزي الفل -مثلما قال الكتاب- فلماذا رفضوا الرقابة الدولية؟..

للأسف..مصر..للخلف در

مقال : محمد علي خير لجريدة المصريون.

kerbek@hotmail.com

تعليقات