مصر تطلب من الإدارة الأمريكية التوقف عن المطالبة برقابة دولية



كتب أحمد عثمان 

علمت "المصريون"، أن هناك اتصالات مصرية- أمريكية مكثفة لإقناع الجانب الأمريكي بالتوقف عن مطالبته المستمرة والمتصاعدة لمصر خلال الفترة الأخيرة بالقبول برقابة دولية على الانتخابات البرلمانية المقبلة، باعتبار الأمر يمثل "تدخلا غير مقبول في شئون مصر الداخلية".

وأفادت مصادر دبلوماسية مطلعة، أن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط طلب من السفير المصري في واشنطن سامح شكري إبلاغ الجانب الأمريكي رسالة لطمأنته بعدم وجود نوايا لتزوير الانتخابات، وأن عدم قبول مصر بالرقابة الدولية على الانتخابات لا تعني بأي حال من الأحوال وجود مسعى حكومي للتلاعب في العملية الانتخابية.

وتضمنت الرسالة المكلف السفير المصري بنقلها إلى المسئولين في واشنطن، وعودًا بأن الانتخابات البرلمانية ستكون شفافة وحرة، وأن أجهزة الدولة لن تقبل ما يردده البعض عن حدوث عمليات تزوير لصالح مرشحي الحزب "الوطني" الحاكم، وتعهدات بعدم تدخل الدولة لدعم هؤلاء المرشحين بأي صورة من الصور، والتعامل مع كافة المرشحين بمساواة ودون تمييز أمام القانون.

يأتي هذا فيما أبلغت واشنطن الحكومة المصرية عبر القنوات الدبلوماسية، احتجاجا شديد اللهجة على المضايقات الأمنية التي يتعرض لها مرشحو المعارضة والمستقلين والمنتمين لـ "الإخوان المسلمين"، خاصة مع تكثيف حملة الاعتقالات التي شملت المئات من أنصار مرشحي الجماعة في العديد من المحافظات المصرية.

غير أن مصر نفت تلك الاتهامات جملة وتفصيلا، معتبرة أن ما يتردد خصوصا عن تعرض مرشحي "الإخوان" لمضايقات ما هي إلا اتهامات مرسلة ترددها الجماعة، استباقًا لنتائج الانتخابات القادمة التي تسود توقعات قوية بأن يتراجع فيها نسبة تمثيلها في مجلس الشعب القادم.

وكان الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة الشئون القانونية والمجالس النيابية أكد مجددًا رفض مصر الإشراف الدولي على الانتخابات، باعتباره "أمرا مهينا للدول ذات السيادة"، موضحًا أن أي بلد مثل مصر لها سيادتها لا تسمح أبدًا بالرقابة الدولية على الانتخابات، معتبرًا أن الدول التي تسمح بالتدخل في الشأن الداخلي الخاص بها "دول غير مستقرة وناقصة السيادة ونظامها الدستوري والأمني غير مستقر"

وصرح شهاب خلال مؤتمر صحفي بنادي سموحة بالإسكندرية "إننا لن نسمح بالرقابة الدولية علي الانتخابات في مصر لأننا نري فيها اعتداء على سيادة الدولة"، وردا على سؤال حول احتمال اتخاذ الكونجرس الأمريكي قرارا بفرض رقابة على الانتخابات في مصر، نفي أن يكون الكونجرس الأمريكي أو الرئاسة الأمريكية أو برلمان في أي دولة أخري يمتلك القدرة على فرض الرقابة على الانتخابات المصرية.

من جانبه، اعتبر السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق في تصريح لـ "المصريون" أن رفض مصر الرقابة الدولية على الانتخابات وتصريحات شهاب حول أن رفض الرقابة لا يعني التزوير أمرا مضحكا ومثيرا للدهشة، لاسيما وأن أغلب دول العالم بما فيها الولايات المتحدة قبلت بهذه الرقابة.

وأبدى الأشعل استغرابه من رفض مصر قبول الدعوات بالرقابة الدولية على الانتخابات بذريعة أن الأمر يمثل انتهاكا للسيادة الوطنية، دون أن يقابل ذلك الحديث عن السيادة المصرية المنتهكة في أغلب المجالات.

وقلل من أهمية تطمينات شهاب حول عدم وجود نوايا للتزوير، معتبرا أن رفض الرقابة الدولية لا معنى له إلا تأكيد على وجود نية مبيتة للتزوير وهو أمر أدمنه الحزب "الوطني" طوال السنوات والعقود الماضية.


المصريون.

تعليقات