60 غلطة بكتاب واحد للصف الثالث الإعدادي " الفصل الدراسي الأول "..



مهازل تخريب عقول التلامذة تلاحق د. بدر!!

الدكتور أحمد زكى بدر وزير التعليم المصري

من الطبيعي أن يخطئ التلميذ فيصحح له الأستاذ، وربما يكون مقبولا أن يخطئ المدرس مرة واحدة من باب "جل من لا سهو" لكن أن يتضمن كتاب مدرسي 60 خطأ فهذا ما يدعونا لشد الشعور ولطم الخدود.
فبرغم تأكيد وزارة التربية والتعليم المصرية سعيها الدؤوب لتطوير المناهج وما يدعمه من إنفاق ضخم لإتمام هذه المهمة بنجاح، إلا أننا نكتشف كل يوم تحفا ودررا في المناهج المدعوة بـ"المطورة"، كان أخرها كتاب الدراسات الاجتماعية للصف الثالث الإعدادي المحشو بالأخطاء.
فكان من نصيب الفصل الدراسي الأول فقط 60 خطأ منوع بين إملائي ومعرفي بالإضافة إلى أخطاء الصياغة وأخطاء أخرى خاصة بالتأليف لم نستطع تصنيفها؛ لأنها أصبتنا بدوار فأطلقنا عليها أخطاء تشل.
وقد حصلت شبكة الإعلام العربية "محيط" على نسخة من أوراق تعديل هذه الأخطاء من أحد أولياء الأمور الذي قام بتعديلها لابنه في كتابه المدرسي وهي العملية التي استغرقت منه عدة ساعات.
تحريب عقول تلاميذ المدارس.. هي ناقصة

وقامت وزارة التعليم بتوزيع ثلاث أوراق على طلاب الصف الثالث الإعدادي تحت عنوان "تصويبات كتاب الصف الثالث الإعدادي (فصل دراسي أول) للعام 2010/2011م" مليئة بكم هائل من الأخطاء، مما يوحي بأن أحدا لم يراجع الكتاب قط بعد كتابته، ولعلها العجلة في طبع الكتاب هي ما خلفت الـ60 خطأ، ولكن ماذا عن بعض الأخطاء لا تغتفر خاصة بالتأليف نفسه .. معلومات مغلوطة .. وأرقام مقلوبة .. وتواريخ خاطئة !!
والمدهش أن هذه التصويبات تم تسليمها للطلاب ليقوم كل طالب بدوره بنقل ما فيها لكتابه المدرسي بنفسه ومع نفسه في منزله دون متابعة من جانب مدرس أو مدرسة، فقد تركت المدارس كل طالب لضميره إما أن يصحح الخطأ, وإما أن يكرر خطأ الوزارة على ورقة الإجابة في نهاية الفصل الدراسي، والعيب طبعا وحتما على الطالب وليس الوزارة!
وعلى سبيل المثال وليس الحصر يعرض موقع "محيط" بعض الأخطاء الواردة بالكتاب المدرسي وتعديلاتها، والتي قد تشكل في حد ذاتها ألغاز تحتاج لحلول.
أخطاء إملائية :
أخطاء تعليمية بالجملة في كتب المدرسة

- جبال الانديز أصبحت بقدرة قادر جبال الانذير، أي، والله أعلم، "داخل الزير" مما يذكرنا ببطن الزير في فيلم "بن حميدو" لإسماعيل ياسين. 

أخطاء معرفية:
- الخطأ: قارة استراليا تمتد من حوالي خط طول 133° درجة حتى 178° درجة شرقا .. التصحيح: تمتد من حوالي 113° حتى 178° شرقا.

- محمد علي باشا أصبح محمد سعيد في أحد السطور .. ولا نعلم من هو العبقري الذي يجهل محمد علي مما دعاه لتغير اسمه إلى محمد سعيد !!
- أيضا ورد تاريخ الثورة العرابية عام 1882، وتعديلها 1881.
وتعددت أخطاء التواريخ، فعام 1769م قلبت 1776، وموقعة نفارين 1827 كتبت 1828، وحرب الشام الأولى والثانية (1831-1839) وردت في الكتاب (1831-1837).

وكثرة أخطاء التواريخ هذه تستدعي للذاكرة مشهد الممثل هاني رمزي في فيلم "صعيدي رايح جاي" عندما سأل الطلاب في فصله عن توقيت ثورة 19، فأجاب أحدهم، بكل ثقة، ثورة 19 قامت سنة 19 في نهاية القرن 19 في اليوم 19 في الساعة 19، وهنا قال هاني رمزي :" اقرا الفاتحة لسعد زغلول "على رأيه مافيش فايده" ..  ونحن أيضا نردد معه الفاتحة لسعد زغلول ونردد مقولته المشهور "مافيش فايدة".
ياترى د. نظيف عرف بهذه الأخطاء؟

أخطاء صياغة:
جمل كاملة تطلبت إعادة صياغة مثل: (تعاد الصياغة) تؤثر التضاريس في المناخ فكلما كان الارتفاع بمعدل 150 متر فوق مستوى سطح البحر انخفضت درجة الحرارة.

- أيضا ورد في خانة الخطأ: بعد السطر (12) يضاف السطر (13) السهول الساحلية في السطر الأول السواحل الساحلية الخصبة.. يعدل السطر الرابع كالآتي : مثل جبال اسكندنافيا في الشمال الغربي والكربات في الجنوب الشرقي والألب الدينارية في الجنوب والألب بين إيطاليا وجيرانها.
ملحوظة : نعتذر بشدة لأي قارئ لم يفهم المكتوب وليستعين بخبراء وزارة التعليم لتعديل حالة "الحيص بيص" التي وقع فيها.

كما وردت في أوراق التعديل أخطاء لم يستطع موقع "محيط" تصنيفها، فأطلق عليها أخطاء تِشل، لأنه من العار أن ترد مثل هذه الأخطاء في كتاب مدرسي من المفترض أنه مدروس ومراجع ومطور أيضا.

مستقبل مظلم ينتظر التلامذة

- استبدال جلاء الحملة الفرنسية (العنوان) إلى الحملة الفرنسية على الشام مارس 1799.. وهنا تم جلاء الحملة الفرنسية قبل دخولها للشام .. وعجبي.

- المفتاح (التندرا) إلى مناخ التندرا ..  لا تعليق !

- بعد السطر الثامن يضاف عنوان رحيل الحملة الفرنسية .. وهنا نتساءل أهي هفوة مرت على المؤلفين للكتاب أم أن من طبع الكتاب وقع منه هذا العنوان فجأة ولو افترضنا ذلك أين مراجعي الكتاب ؟؟؟!!! 
- الدول النامية مثل قارة إفريقيا تعدل إلى الدول النامية مثل دول قارة إفريقيا النامية.. وهنا نترك التعليق للقارئ.
- تعدل البرازيل والمكسيك إلى البرازيل والأرجنتين، ولا نعلم ما وجه التشابه بين المكسيك والأرجنتين حتى يتم اللبس بينهما !
يذكر أن هذه الأخطاء كما أشرنا في قلب الموضوع أخطاء الفصل الدراسي الأول فقط، مما يؤكد أن للفصل الدراسي الثاني أخطاءه الخاصة.
والعجيب أن هذه ليست المرة الأولي وليس هذا هو الكتاب الوحيد المتضمن لكم هائل من الأخطاء، بل سبقه كتاب "العلوم المطور للصف الثالث الإعدادي..عام 2010-2011"، حيث احتوى على 80 خطأ علميا رصدها مدرسو وخبراء مادة العلوم.
والخلاصة أن هذه هي الكتب المدرسية "المطورة" التي في وجودها لا يحتاج الطالب إلى كتاب خارجي أو حتى درس خصوصي !!
وفي النهاية يأتي كل هذا "التطوير" فوق رأس الطالب، الذي أصبح مثقلا بأحجام الكتب التي أحنت ظهره ومحتواها "المغلوط" الذي أثقل عقله. وكما يعلم الجميع أن المناهج "المطورة" شديدة الصعوبة على عقول الطلاب فمناهج إعدادي أصبحت تدرس لابتدائي ومناهج ثانوي انتقلت إلى طلاب إعدادي.
 والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة الآن أين خبراء التعليم ؟ للرفق بعقول طلبة المدارس بوضع مناهج تنير عقولهم وتهيئهم للحياة العملية بعد ذلك عن طريق كتب صحيحة مدروسة بدقة وعناية.. حتى تختفي جملة "انسى اللي درسته قبل كده وابدأ من جديد".
محيط .

تعليقات