في تأكيد جديد على ازدهار العلاقات بين البلدين ، استقبل الرئيس المصري حسني مبارك يوم السبت الموافق 11 ديسمبر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني . ووفقا لمصادر مطلعة في القاهرة ، فإن حمد بن جاسم سلم الرئيس مبارك رسالة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة الى القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها عملية السلام في ظل التعنت الإسرائيلي والتراخي الأمريكي. ورغم أن الرئيس المصري كان قام بزيارة للدوحة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ، إلا أن زيارة حمد بن جاسم للقاهرة هي الأولى لمسئول قطري بهذا المستوى إلى مصر منذ بدأ البلدان مؤخرا خطوات لتحسين العلاقات بعد جفاء دام أكثر من عامين وخاصة منذ العدوان الإسرائيلي على غزة واستياء مصر من هجوم قناة "الجزيرة" على موقفها تجاه مأساة القطاع الفلسطيني المحاصر . ويبدو أن العلاقات بين البلدين في طريقها لمزيد من التعاون والتنسيق بما يخدم القضايا العربية ، ولعل هذا ما ظهر واضحا في تصريحات أدلى بها الرئيس مبارك على هامش زيارته للدوحة وأكد فيها أن قطر ومصر تتحركان معا لبحث قضايا المنطقة ، مشددا على أن هناك اتصالا مستمرا بين البلدين من أجل تنسيق الجهود في القضية الفلسطينية. ومع أن الظاهر على السطح هو أن الخطوات والتصريحات السابقة تحمل دلالات سياسية بالأساس وخاصة فيما يتعلق بتنسيق المواقف تجاه إعلان واشنطن فشلها بإقناع إسرائيل بوقف الاستيطان ، إلا أن المتابع للتطورات الأخيرة يلمس بوضوح أن هناك أمرا غاية في الأهمية ويتركز على الناحية الاقتصادية أو ما أطلق عليه البعض "صفقة المونديال " . فمعروف أن مصر دعمت بقوة ملف قطر للفوز بتنظيم كأس العالم 2022 ، ورغم أن هذا أمرا متوقعا بين الأشقاء ، إلا أن هناك أيضا منافع متبادلة تنتظر البلدين جراء هذا الإنجاز ، فالقاهرة تتطلع إلى أن تشارك شركات المقاولات المصرية في مشاريع البناء التي تنوي قطر إقامتها استعدادا لفاعليات كأس العالم 2022 خاصة وأن الدوحة أعلنت أنها ستنفق نحو مائة مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة لتحسين البني التحتية استعدادا للمونديال. وبجانب ما سبق ، فإن الإعلان عن إقامة مباراة ودية بين منتخبي مصر وقطر في السادس عشر من شهر ديسمبر/كانون الأول إنما يؤكد أيضا أن مصر باتت الوجهة الأولى المفضلة لدى قطر للاستعانة بخبراتها الواسعة سواء فيما يتعلق بإقامة المنشآت أو فيما يتعلق بإعداد منتخبها للمونديال . والخلاصة أن فوز الدوحة بتنظيم مونديال 2022 هو فاتحة خير على العرب جميعا وليس قطر فقط ، بل إنه جاء ليؤكد أيضا أن قوة العرب في وحدتهم وليس في الاعتماد على الآخرين . محيط . |
تعليقات
إرسال تعليق