أكد محمد البرادعى المعارض السياسى وزعيم الجمعية الوطنية للتغيير أن الانتخابات البرلمانية الماضية «قتلت كل فرصة للتغيير السلمى فى البلاد»، واصفا ما جرى من مخالفات وتجاوزات بها بـ«القشة التى قصمت ظهر البعير»، مجددا فى الوقت ذاته التأكيد على الحق فى تنظيم مظاهرات سلمية للمطالبة بالتغيير، دون أن يستبعد خيار العصيان المدنى» غير أن البرادعى أعلن عن «وجود فرصة أخيرة للنظام ليراجع نفسه، ويبدأ إصلاحا ديمقراطيا».
وفى رسالة مصورة موجهة للشعب المصرى بثها أمس عقب عودته للقاهرة من رحلة خارجية استغرقت عدة أسابيع، دعا البرادعى المعارضة والمثقفين على اختلاف توجهاتهم إلى التوحد وإعلان مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال البرادعى فى الرسالة التى حصلت «الشروق» على نسخة منها والتى بدا فيها أكثر إصرارا وتحديا: يجب أن يفهم النظام أننا من حقنا النزول فى مظاهرات سلمية للمطالبة بالتغيير، وقد نلجأ إلى العصيان المدنى إذا اضطررنا لهذا، فهذا أسلوبنا المتاح للتغيير والمعترف به دوليا، محذرا من أن «الحكومة إذا لم تسمح بهذا فلن تترك للشعب مفرا، وسيكون هناك عنف لا يتمناه أحد».
وزاد البرادعى: إن القمع والتعذيب والاعتقالات لكل من يبدى رأيه، لكل هذا حدود، وسيكون هناك حساب لكل من شارك فى هذا»، مطالبا جميع المواطنين بتسجيل ورصد كل حالات التعذيب والقمع والتعدى على الحريات الشخصية».
غير أنه قال: هذه فرصة أخيرة للنظام ليراجع نفسه، ويبدأ إصلاحا ديمقراطيا، وعدالة اجتماعية، وإيجاد فرص عمل للعاطلين، والبدء فى صناعة حقيقية وزراعة» وأضاف: نحن نضحك على أنفسنا والعالم يضحك علينا، فكيف نستمر فى نظام قمعى فى القرن الواحد والعشرين».
وأكد زعيم الوطنية للتغيير أن مصر تسير من سيئ إلى أسوأ، وجاءت الانتخابات كالقشة التى قصمت ظهر البعير، وأظهرت أن النظام غير قادر ولا مستعد ولا مستوعب أن استمرار الوضع بهذا الشكل من المحال، بعد أن قتل كل فرصة للتغيير السلمى»، مضيفا: «لو كان الوطنى خاض الانتخابات منفردا لكان هذا أفضل بكثير، لكن مازال هناك فرصة»، موجها التحية للأحزاب والقوى التى قاطعت الانتخابات بعد أن أيقنت أنها لا يمكن أن تشارك فى مهزلة».
وأشار البرادعى فى رسالته المصورة إلى أن البرلمان مشوه من جميع الوجوه، من ناحية تعيين رئيس السلطة التنفيذية لأفراد داخل البرلمان، ولسلطاته القاصرة فى مراقبة الميزانية، إلى جانب التشوهات العديدة فى جميع أجزاء الدستور، حيث إنه غير متفق مع القيم الإنسانية» وتابع قائلا: «هذا ليس دستورا بل هو حزمة من القوانين التى جعلت الشعب مجموعة من العبيد والفقراء المحرومين من جميع حرياته الأساسية».
«التغيير بأن نوقع على بيان التغيير، ونكون كالبنيان المرصوص، ونوحد المعارضة» وفقا للبرادعى، داعيا المعارضة إلى أن تعلن صراحة مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة ما لم يعدل الدستور، والهيكل المصطنع لانتخابات الرئاسة والبرلمان.
وفى رسالته لرجال الأعمال ومن وصفهم بالمستفيدين من النظام، قال: من يتوقع منكم أنه سيزداد ثراء فى ظل هذا النظام فهذا لن يستمر، ولا تعتقد أنك سوف تستثمر فى مستقبلك بل تستثمر فى نهايتك، وفى هدم مصر والأجيال المقبلة،» داعيا إلى أن يشعروا بالعدالة الاجتماعية، ومساعدة الشعب المحروم، والمشاركة فى صناعات كبيرة ومعالجة المشاكل،
وللمثقفين، قال: القدوة تأتى من الطبقة المثقفة، فعليكم أن تنسوا خلافاتكم الضيقة سواء مذهبية أو دينية، ووحدوا الصفوف لصالح هدف اسمى، وأن تبعثوا برسالة واضحة للنظام أنكم لن تشاركوا فى الانتخابات الرئاسية المقبلة».
وختم بالقول: أنا متفائل رغم ما ذكرت، وأوجه لكم رسالة صريحة من القلب لأنى حزين على الأوضاع إلى العقل لأن التغيير لن يتم إلا بأسلوب عقلانى رشيد، وسرعة التغيير تتوقف عليكم وان نعمل جميعا بعقل وحكمة على تغيير هذا الكابوس وننتقل لنلحق بركب الحضارة الإنسانية». |
|
تعليقات
إرسال تعليق