محافظ كفر الشيخ أصدر قرارا بمنع تحفيظ القرآن الكريم في البيوت بدون موافقة الحكومة.

حظر القرآن في البيوت

كتب فراج إسماعيل للمصريون :
لا اعتقد أن أي دولة في الغرب ستقوم بهجمتنا الإعلامية المسنودة رسميا على الإسلام إذا تعرضت لتفجير مشابه لما حدث في كنيسة القديسين.

عمل إرهابي لا يُعرف له صاحب ترتب عليه فتح النار على الدين وكل مظاهره من أداء الفروض والتردد على المساجد وحفظ القرآن الكريم حتى في البيوت.

لو فعلتها ألمانيا أو أمريكا أو فرنسا أوحتى الدنمارك والسويد لهجمناها بعنف وشراسة واعتبرنا الأمر تمييزا وفوبيا واغتيالا لأبسط حقوق الإنسان.

لكن مصر فعلتها للأسف الشديد. حملة شنها معظم مذيعي التوك شو. كأن التنصل من الإسلام هو الثمن الذي يجب أن ندفعه لنحمي وحدتنا الوطنية من تهديدات بابا الفاتيكان ورئيس فرنسا ساركوزي.

محمد علي إبراهيم طالب في "الجمهورية" بالغاء حصة الدين للمسلمين والمسيحيين، ووضع حصة دين مشتركة.. وهذا يحتاج بالطبع إلى صياغة دين مشترك أو مجمع أديان!

محافظ كفر الشيخ أصدر قرارا بمنع تحفيظ القرآن الكريم في البيوت بدون موافقة الحكومة. ومعنى القرار الكارثة أنك لا تستطيع أن تقرأ كتاب الله أو يقرأه ابنك بمساعدة شيخ حافظ له إلا إذا كان ذلك الشيخ حاصلا على رخصة من وزارة الأوقاف، أو كان موظفا في جمعية تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي!

بعد أقل من ثلاثة أيام من تفجير الكنيسة قرر محافظ الأقصر هدم مسجد النور التابع لجماعة أنصار السنة السلفية بمنطقة العوامية جنوب المدينة مما أدى إلى تظاهر 500 شخص ضده، حسب موقع "الأزهر اليوم" نقلا عن جريدة "المصري اليوم".

تبرير المحافظ للهدم أن المسجد يلاصق حمام السباحة الأولمبي الذي تجري به تشطيبات غير ضرورية لتطويره، رغم أن المسجد مقام منذ سنوات طويلة.

إنه استسهال النيل من أي مظهر للعقيدة الإسلامية في هذا الوقت.. وإلا لماذا اتخذ محافظ الأقصر قراره في ذلك التوقيت، في حين أنه قبل ذلك بنحو شهر لم يجرؤ على هدم كنيسة انجيلية تقف في طريق تطوير طريق الكباش وانشاء أكبر متحف مفتوح في العالم إلا بعد الانتهاء من بناء كنيسة بديلة خلال مدة محددة يتم الاتفاق عليها بعد إعداد الرسومات الهندسية.

وخصص قطعة أرض لذلك على مساحة ٢٠٠٠ متر مربع، يشغل مبنى الكنيسة منها مساحة ٨٥٠ متراً مربعاً، وإلى جوارها مكتب وسكن خاص لراعى الكنيسة، بتمويل كامل من الدولة.

حملة ازدراء ضد الإسلام يقودها إعلاميون وحكوميون المفروض أنهم يدينون بعقيدة الإسلام لمجرد أنهم يريدون ارضاء المسيحيين في هذا البلد، وبزعم أنهم يخافون على الوحدة الوطنية من تقسيم أو حماية أجنبية للأقباط.

لقد شخصوا أسباب الهجوم على الكنيسة في انتشار التدين، أي أنه ينبغي اجبار الشعب على التحلل والفساد والرذيلة والزنا لكي يضمن المسيحيون العيش في سلام.

وربطوا بين المادة الثانية من الدستور وبين الإرهاب.. ولهذا طالبت كتاباتهم وحواراتهم في برامج "التوك شو" بحذفها.

طالبوا بمحاكمة محمد سليم العوا ومحمد عمارة والدكتور زغلول النجار كأنهم الخلية التي فجرت الكنيسة.

لا أعرف ماذا ينتظرنا غدا في إطار حملة التخويف من الإسلام واستدافه التي يقودها إعلاميون ومثقفون وفنانون من شاكلة عادل إمام، ومسئوولون من عينة محافظي كفر الشيخ والأقصر؟!

الإسلام وأهله في موقف عصيب بسبب جريمة لا يد لهم فيها. حتى لو فعلها شخص أو مجموعة تدين بدينه فذلك ليس مبررا لهجمة تتارية لم تشهدها مصر منذ دخلها عمرو بن العاص فاتحا.

هل كنا نقبل أن نحسب المجرم على المسيحية لو ثبت في النهاية أنه مسيحي عميل لمنظمة قبطية مهاجرة قررت تغيير أجندتها إلى العنف المسلح بالتعاون مع الموساد؟!


المصدر: المصريون

تعليقات