التغيرات المناخية تكبد مصر خسائر بـ 183 مليار جنيه.. وتُفقد الدلتا 15% من مساحتها وبلطيم خاسر رئيسي



كشفت دراسه حديثه بعنوان "الآثار المستقبليه للتغيرات المناخيه علي قطاع الزراعه في مصر، ان تكلفه عدم تكيف القطاع الزراعي خلال الفتره المقبله مع تغير المناخ، ستكبد مصر خسائر تقدر بنحو 183 مليار جنيه، فضلا عن فقدان 15% من مساحه اراضي الدلتا.

اكدت الدراسه التي اعدها الباحثون، الدكتور محمود مدني استاذ بمركز البحوث الزراعيه والدكتوره سحر عبد المجيد المدرس بكليه التربيه بجامعه اسيوط، والمدير التنفيذي لمركز دراسات المستقبل، والدكتوره مني مراد خبير بمركز الدراسات المستقبليه بمجلس الوزراء، انه من المتوقع ان تكون مصر عرضه لارتفاع سطح البحر وارتفاع في درجات الحراره، والذي يساهم في خروج مساحات كبيره من الدلتا، كما يؤدي ارتفاع درجات الحراره الي انخفاض انتاجيه محاصيل القمح والارز والذره وتغيير التركيب المحصولي ومواعيد الزراعه وانخفاض معدل انتاجيه الثروه السمكيه وارتفاع معدلات التصحر لانخفاض الامطار علي الساحل الشمالي وانتشار الآفات والامراض والذي يؤثر علي انتاجيه المحاصيل الزراعيه.

واوضحت الدراسه ان دلتا نهر النيل تمثل اكثر مناطق العالم تاثرًا بالارتفاع المتوقع لسطح البحر والذي يُفقد الدلتا ما يقرب من 15% من مساحتها واكثر المناطق عرضه لذلك الشماليه الشرقيه، بالاضافه الي بورسعيد وبعض مناطق محافظه السويس.

واشارت الدراسه الي ان مصر سوف تواجه تحديات متداخله ومعقده بكثير من القطاعات والنظم الطبيعيه والاقتصاديه، وتحظي منطقه الدلتا بالنصيب الاكبر من هذه التحديات لاحتوائها علي 50% من مساحات الاراضي الزراعيه مرتفعه الانتاجيه، والتي تسهم في انتاج 65 % من اجمالي الانتاج الزراعي بمصر، فضلا عن تنوع الانشطه الاقتصاديه خاصه السياحه والصناعه.

كما توقع الباحثون تاثر قطاع الري حيث ان هناك عده سيناريوهات تبدا باحتمال نقص موارد نهر النيل نتيجه لتحرك احزمه الامطار من فوق الهضبه الاثيوبيه، والتي تمثل 85% من موارد مصر من مياه نهر النيل والهضبه الاستوائيه، والتي تمثل 15% من الموارد المائيه لمصر، مما يؤدي الي كارثه لان مصر تعاني من عجز قدره 9 مليارات متر مكعب من الماء.

ونوهت الدراسه الي احتمال نزوح اعداد كبيره من سكان الدلتا الي مناطق اخري بمصر مما سيخلق مشكله "اللاجئين البيئيين"، وقدر عدد النازحين بنحو ثلث سكان الدلتا، وحددت الدراسه المخاطر الاساسيه للتغيرات المناخيه وتاثيرها علي القطاع الزراعي فبسبب ارتفاع سطح البحر من المتوقع غرق 250 الف فدان بالدلتا وارتفاع سطح المياه الجوفيه وزياده ملوحه المياه والتربه وتوقف السياحه في شواطئ بلطيم راس البر وجمصه، وسيتسبب ارتفاع درجات الحراره في انخفاض انتاجيه المحاصيل بنسبه 20%، وانخفاض انتاجيه الاسماك بنسبه 40 %، كما تتسبب التغيرات المناخيه في تغير نظم الري لمساحه 6 ملايين فدان لمواجهه العجز والامتدادات المائيه.

واكدت الدراسه ان متوسط درجات الحراره علي القطر المصري قد يزيد بمقدار 1 الي 1.3 درجه مئويه بحلول عام 2025، و1.9 الي 2.6 درجه مئويه بحلول عام 2050، و2.2 الي 4.9 درجات مئويه بحلول عام 2100.

ورصد الباحثون في دراستهم عده سيناريوهات لمواجهه التغيرات المناخيه علي القطاع الزراعي بمصر، ومنها تطبيق بعض الاجراءات والبرامج التنمويه الزراعيه والتي تسعي الي تحقيق اهداف التنميه الزراعيه وبناء القدرات العلميه الوطنيه اللازمه لاداره السواحل وتقويه المناطق الساحليه ضد الامواج والعواصف داخل محافظات الدلتا، وانشاء شبكه للرصد الحقلي، وتقييم اوضاع المناطق الساحليه لرصد تاثير ارتفاع سطح البحر، واقامه مجتمعات زراعيه جديده بمناطق الاستصلاح بجنوب مصر لاستيعاب النازحين من المناطق المتضرره بالدلتا واستنباط طرز وراثيه واصناف المحاصيل التي لديها القدره لتحمل ارتفاع درجات الحراره واعداد سيناريوهات للتركيب المحصولي في ظل التغيرات المناخيه، وتطوير الري الحقلي لاراضي الدلتا والوادي والتي تبلغ مساحتهم 5 ملايين فدان لتحويلهم من ري بالغمر الي الري المطور.


بوابة الاهرام.

تعليقات